## مشكلة محمد صلاح في ليفربول: هل تهدد حلم التتويج بلقب الدوري الإنجليزي؟
**مقدمة:**
يُعتبر نادي ليفربول الإنجليزي، صاحب التاريخ
العريق والإنجازات المتتالية، واحدًا من أقوى الفرق على الساحة الكروية العالمية. ومع
كل موسم جديد، تتجدد آمال جماهيره في التتويج بالألقاب، خاصة لقب الدوري الإنجليزي
الممتاز الذي يُعد التحدي الأكبر.
![]() |
## مشكلة محمد صلاح في ليفربول: هل تهدد حلم التتويج بلقب الدوري الإنجليزي؟ |
- هذا الموسم، عزز "الريدز" ترسانته الهجومية بشكل لافت، بضم لاعبين من العيار الثقيل مثل ألكسندر
- إيساك، فلوريان فيرتز، وهوغو إيكيتيكي. صفقاتٌ تاريخيةٌ كهذه دفعت الكثيرين للتكهن بأن ليفربول
- قد حسم صراع الدوري الإنجليزي لصالحه مبكرًا.
لكن، وعلى الرغم من هذا التعزيز الهجومي الكبير، ومع استمرار تألق نجمه الأول محمد صلاح في اللحظات الحاسمة، إلا أن تراجع أداء "الفرعون المصري" في بعض المباريات يثير تساؤلات جدية حول مدى تأثيره على حظوظ الفريق في الظفر باللقب الغالي. هل ستُصبح مشكلة محمد صلاح نقطة ضعفٍ قد تكلف ليفربول لقب الدوري الإنجليزي الممتاز؟ هذا ما سنتناوله بالتفصيل في السطور التالية.
**ليفربول يعزز هجومه بصفقات قياسية رفاهية أم ضرورة؟**
عندما تأكد انتقال السويدي ألكسندر إيساك أخيرًا إلى ليفربول، ساد اعتقادٌ واسعٌ بين مشجعي الفرق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي بأن آمال فرقهم في إزاحة ليفربول عن الصدارة قد تبددت. هذا التفاؤل المفرط لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد سلسلة من التعاقدات المدوية التي قام بها النادي الإنجليزي. فليفربول، الذي سجل 86 هدفًا في الموسم الماضي
- لم يكتفِ بذلك، بل كسر الرقم القياسي في سوق الانتقالات البريطانية بالتعاقد مع المهاجم الألماني
- المتعدد المواهب فلوريان فيرتز، ثم أضاف واحدًا من أكثر المهاجمين إثارة في أوروبا، الفرنسي
- هوغو إيكيتيكي. هذه الصفقات وحدها كانت كفيلة بتعزيز قوة هجومية ضاربة. لكن ليفربول أدهش
- الجميع عندما أطلق عرضًا قياسيًا آخر للتعاقد مع إيساك، ليُصبح السؤال الأكثر تداولاً: هل كانوا
- بحاجة فعلًا إليه؟ إنفاق 125 مليون جنيه إسترليني (حوالي 169.95 مليون دولار) على مهاجم
- إضافي بدا للكثيرين تبذيرًا
واضحًا، أو ربما "رفاهية" لا يمكن لأي نادٍ آخر تحملها.
لكن، بعدما شاهدنا ليفربول يواجه صعوبات في
تحقيق الفوز الرابع على التوالي أمام بيرنلي، حيث بدا الفريق عديم الحيلة والإبداع
في الهجوم، قبل أن ينقذه محمد صلاح بركلة جزاء في الوقت بدل الضائع ليحافظ على
بدايته المثالية في الموسم الجديد، تغيرت النظرة. هنا، أصبح وصول إيساك ليس مجرد
رفاهية، بل ضرورة ملحة. إن التعاقد مع لاعبين بمواصفات إيساك بات أمرًا حاسمًا
لتقديم حلول تكتيكية متنوعة للمدرب سلوت، الذي يبدو أنه يواجه تحديًا حقيقيًا في
الحفاظ على المستوى الثابت للفريق في جميع المباريات، خاصةً أمام الفرق التي تعتمد
على التكتلات الدفاعية.
**معاناة ليفربول أمام بيرنلي غياب نقطة الارتكاز الهجومية**
على الرغم من كثرة المواهب الهجومية في صفوف
ليفربول، فإن ما كان واضحًا في الأداء الباهت أمام بيرنلي هو الغياب الصارخ لنقطة
الارتكاز الهجومية. لقد لعب إيكيتيكي في العمق مجددًا خلال مباراة ملعب "تورف
مور"، لكنه شكل خطورة عابرة فقط عندما انطلق من الجانبين. أما فيرتز، فقد
عانى مرة أخرى في ترك أي بصمة مؤثرة، حيث لم ينجح في اختراق الدفاعات المتكتلة أو
تقديم التمريرات الحاسمة التي تُعرف عنه. في حين أن تخصص كودي غاكبو بالانطلاق من
الخط الجانبي وإرسال عرضية أو تسديدة بقدمه اليمنى يجعله غير قادر على التمركز في
الوسط بفعالية كافية.
- هذا الغياب لنقطة الارتكاز يُشكل تحديًا كبيرًا أمام المدرب سلوت. فبدون مهاجم صريح يمتلك القدرة
- على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط، وخلق مساحات لزملائه، ويشكل تهديدًا مباشرًا للمرمى من داخل
- منطقة الجزاء، يجد ليفربول صعوبة في فك شفرات الدفاعات المنظمة. هذه المعضلة التكتيكية تتطلب
- حلولًا فورية، وهنا تبرز أهمية لاعب مثل إيساك، الذي يتمتع بمرونة تكتيكية كبيرة وقدرة على اللعب
- كمهاجم صريح أو على الأجنحة، مما يوفر خيارات أوسع للمدرب.
**تراجع أداء محمد صلاح هل يواصل الابتعاد عن مستواه المعهود؟**
النجم المصري محمد صلاح، الذي لطالما كان كلمة
السر في انتصارات ليفربول وأحد أبرز هدافي الدوري الإنجليزي، يُمثل مصدر القلق
الأكبر. فصلاح، وعلى الرغم من أنه كان مجددًا من حسم المباراة أمام بيرنلي بركلة
جزاء، إلا أن أداءه العام في تلك المباراة كان ضعيفًا بشكل ملحوظ. لم يفز بأي صراع
ثنائي طوال المباراة، ولم ينجح في أي مراوغة، وصنع فرصة واحدة فحسب، ولم يسدد أي
كرة على المرمى، حتى ركلة الجزاء الحاسمة التي سجل منها.
- هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها صلاح بهذا الأداء المخيب منذ استئناف الدوري الإنجليزي
- الممتاز. قد يكون الأمر مفهومًا بعض الشيء بالنظر إلى سنه الذي بلغ 33 عامًا، وهو سنٌ يُعتبر
- متقدمًا نسبيًا للاعبين الذين يعتمدون بشكل كبير على السرعة والجهد البدني. لكن السؤال الأهم هنا
- إلى متى يمكنه الاستمرار بالاعتماد على مكانته الرفيعة داخل الفريق؟ المدرب سلوت، عندما سُئل
- عما إذا كان سيفكر في إخراج صلاح من الملعب، أجاب قائلاً: "لقد فكرت تقريبًا في كل تبديل يمكن
- أن نجريه
لكن في النهاية نعود دائمًا إلى حقيقة أنني لا أريد مغادرة هذا الملعب متعادلاً، ومع إخراج مو (صلاح) إذا كنت في حاجة إلى هدف، فيجب أن تبقيه في الملعب، ربما يحدث ذلك هذا الموسم أو ربما الموسم المقبل لكنه بالتأكيد لن يحدث كثيرًا". هذا التصريح يكشف عن اعتماد كبير على صلاح، ولكن يلمح أيضًا إلى احتمال تغيير هذه الاستراتيجية في المستقبل.
**هل صلاح محصن في ليفربول؟ تحديات تكتيكية وإدارية**
مثلما هو الحال مع أساطير كرة القدم مثل ليونيل
ميسي وكريستيانو رونالدو، لا يُستبعد صلاح أبدًا من التشكيلة الأساسية إلا في حال
إراحته، ونادرًا ما يتم استبداله أثناء المباريات. فمكانته كنجم استثنائي ساهم في
تحقيق العديد من الإنجازات مع ليفربول تجعله "محصنًا" تقريبًا من أي
مساس. لا يمكنك أن ترجو موهبة استثنائية للبقاء في النادي مرتين ثم تخرجه من
التشكيل الأساسي بسهولة.
- في أي فريق آخر، قد يكون مركز صلاح محمياً بالكامل، وبعيدًا من أي مساس. لكن ليفربول خاض
- سوق انتقالات تاريخية، كسر فيها الرقم القياسي البريطاني مرتين لجلب اثنين من أفضل المهاجمين
- في العالم، وهما فيرتز وإيساك. الإبقاء على صلاح أساسيًا أسبوعًا بعد آخر، في ظل استمراره بهذا
- المستوى غير الفعال في بعض المباريات، قد يثبت – حتى لو بدا غير مرجح في هذه المرحلة – أنه
- مكلف بحلول شهر مايو
وهو الشهر الذي تُحسم فيه الألقاب. إن التحدي
هنا لا يقتصر على الجانب التكتيكي فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب الإداري وكيفية
التعامل مع نجم بحجم محمد صلاح، مع ضمان أقصى استفادة من اللاعبين الجدد دون
التأثير سلبًا على الانسجام العام للفريق.
**جاهزية إيساك وخيارات سلوت التكتيكية مفتاح الحل؟**
إن عودة ألكسندر إيساك إلى الجاهزية الكاملة
تمنح المدرب سلوت أحد أكثر الخيارات رفاهية في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. فإذا
استمر مستوى صلاح بهذا الضعف في بعض المباريات، فقد يجد مدرب ليفربول نفسه مضطرًا
إلى فعل ما لا يمكن تصوره من أجل المصلحة الكبرى للفريق. السويدي إيساك يمتلك
القدرة على حل المشكلة الوحيدة المتبقية في هذا الفريق شبه المثالي لليفربول: غياب
نقطة الارتكاز الهجومية.
- بوجود إيساك في العمق، يمكن لسلوت أن يدور بين ثروة الخيارات الهجومية المتاحة لديه حول الوافد
- الجديد. يمكنه توظيف فيرتز، إيكيتيكي، غاكبو، وحتى صلاح نفسه في مراكز مختلفة على الأجنحة أو
- خلف المهاجم، مما يمنح الفريق مرونة تكتيكية غير مسبوقة. هذه المرونة ستسمح لليفربول بتغيير
- أسلوب لعبه وفقًا لطبيعة المباراة والمنافس، وهو ما يُعد عاملاً حاسمًا في سباق الدوري الإنجليزي
- الطويل والمرهق.
**تحدي سلوت توظيف صلاح والحفاظ على توازن الفريق**
تكمن مهمة المدرب سلوت في طريقة توظيف محمد صلاح
داخل هذه المنظومة الهجومية الجديدة. هل سيستمر صلاح في مركز الجناح الأيمن
التقليدي؟ أم سيعتمد عليه سلوت في أدوار تكتيكية مختلفة تتناسب مع تطور أسلوب لعبه
وسنه؟ هذه القرارات التكتيكية هي التي ستحدد ما إذا كان سلوت سيصنع قوة ليفربول
أخرى لا تُقهر تسجل اسمها في كتب التاريخ، أم أن التحديات المتعلقة بأداء النجم
المصري ستُعيق مسيرة الفريق.
- إذا نجح المدرب سلوت في إيجاد التوازن الصحيح بين الاعتماد على خبرة وتألق محمد صلاح في
- اللحظات الحاسمة، وبين توظيف القدرات الهجومية الهائلة للاعبين الجدد مثل إيساك وفيرتز، فسيجبر
- جماهير الفرق المنافسة على العودة إلى توقعاتهم المتشائمة التي بدأوا بها الموسم. إن تحقيق هذا
- التوازن سيُمكن ليفربول من المنافسة بقوة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بل وقد يُسهم في
- هيمنة "الريدز" على المشهد الكروي لسنوات قادمة.
**خاتمة**
إن مشكلة محمد صلاح في ليفربول ليست مجرد تراجع في الأداء الفردي، بل هي معضلة تكتيكية وإدارية تتطلب حلولاً جريئة وفعالة من المدرب سلوت. التحدي كبير، لكن الإمكانيات الهجومية الهائلة التي يمتلكها ليفربول هذا الموسم، بوجود صفقات بحجم إيساك وفيرتز، تُعطي بارقة أمل قوية.
يبقى السؤال
معلقًا حتى نهاية الموسم: هل سيتمكن ليفربول من تجاوز هذه المشكلة، أم أن "مشكلة
صلاح" ستقف حائلاً بينه وبين حلم التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز؟
الإجابة ستُكشف على أرض الملعب في الأشهر القادمة، حيث كل نقطة وكل هدف سيكون لهما
ثمنٌ غالٍ في سباق اللقب المشتعل.